| 0 التعليقات ]

آه يا سورية! أين رحتُ لا ينفك طيفك عني فلا يزال يغري بك آلامي ويثخنني جراحاً .. وعزاء هذا القلب أن جراحه إنما هي فيكِ فلا سَلَت عنكِ القلوب .. !

ما أجهلك أيها الظالم تظن أن شرارة بارود قد تطفئ في الناس لهيب الكرامة! بل ما أكفرك تظن أن صوت مدفع قد يحجب عن سمع الله دعاء مظلوم .. !

كذا تصغر نفس الجبار حتى إن أعظم الخطر وأكبر الذل عندها لا يكون إلا من حياة طفل! لذا أراد فرعون ليقتل موسى في بطن أمه جنينا .. !

إن نفسا تزهقها أيها الطاغية هي عمر ينضاف إلى عزمنا. عمر حسابه ليس بالسنين ولكن حسابه كؤوس الحنظل والعلقم نذيقها لك ومن ورائها نار تلظى

لكم الله أهلنا في سورية! لكم الله ومن بعده دموع في عيون جازعة ونحيب من قلب مكلوم .. ! وألسنة عجزى لا تملك إلا الدعاء .. !

أما والله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ولكنك يا قلب تفتأ تجعل لي من كل معنى من معاني الحزن في هذا الوجود قلبا ينبض به؛ حتى لو قد قيل ما مثلك في القلوب لقلت: قلب سورية .. ! سورية .. ! آه يا سورية .. !

الثورة السورية جعلت لكل إنسان في هذا العالم مرآة من نفسه أوقفته أمامها ثم .. ثم نزعت عنه ما يستر سوءته .. !

بين محنتي سوريا وليبيا ، علمتنا أمريكا أن من الشعوب من تنزف جراحاتها دماً ، ومنها من تنزف جراحاتها بترولاً .. !

هب المسلمين قوة عظمى واستغاثهم شعب على طاغية يستبد فيهم ويسومهم الخسف والذل أكان يسعهم الانصراف عنهم؟! إذاً لقد انصرفت عنهم خيريتهم في الأمم .. !

فهموا الطغاة أن أرض الحرية لا يستنبتها الماء وإنما يستنبتها الدم وأن كل قطرة من دم تستنزف ليست إلا نبتة تستزرع ثم نادوا فيهم: قَرُب الحصاد .. !

يقتل الطفل ليزع في الشاب معاني الرجولة! أيها الطاغية المسكين! قد استزرع الشباب معانيها في نفوسهم وسقوها بدمائهم فإما أنت وإما هم .. !

إن الأرض التي سقتها دماء الأحرار هي أرض حرة يأبى الدم فيها أن يسكن من تحت أقدام ذابحهم .. ! لتميدن من تحتك الأرض .. فارتقب .. !

ماذا لو كانت سوريا‏ تعوم على بحر من البترول؟ ما أكثر السابحين حينئذ !!!

كانت نصرة المسلمين إخوانهم فيما سلف بالمال والنفس .. واليوم يستنصرونهم إخوانهم فلا يكون نصرهم إلا أحرفا تشهد على عجزهم وخوارهم .. !

أصبحت الحدود التي تفصل بين الإخوان حُجباً تضرب على القلوب فهي منها إلى غور سحيق من التبلد لا يبلغ إليه صراخ أمة من الأطفال تُذبح .. !

يوم الناس في غير سورية نهار يعقبه ليل، ويوم الناس في سورية دم ينضحه دم .. !

يد الإنسانية شلاء في سورية .. إذ كانت لا تقدر أن تحمل إلا براميل النفط .. !

في الطفل تكون المعاني خالصة لم تدركها يد الحياة بسوء ولم تعمل فيها عوامل الاجتماع بشائبة، بل تخرجها يد البراءة كأنها آية وحدها .. ولذا فإن أخوف ما يخاف الطاغية أن يدرك الطفل معنى من معاني الرجولة فيستنبتها قلبه وينشأ عليها ففي ذلك هلاك ملكه وزوال أمره .. !

إن الحادثات تنشئ الإنسان نشأة أخرى، لا نشأة اللحم والدم، ولكن نشأة العصب يقدحه لهيب العزة وأوار الكرامة .. ولذلك كان الطغاة أشد الناس غفلة وأكبرهم حمقاً إذ كانوا لا يزدادون طغيانا وخسفا إلا ازدادت شعوبهم صدودا منهم ومنَعَة .. فليس يستوى في معاني الرجولة أو يستقيم في ميزانها من نبت قلبه في مواطن العزيمة ومراقي الكفاح ومن نشأ على الترف المتأنث والرفه المتخنث !

أمّة سراب! يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه ليجلو منه صدأ أو يروي فيه غلّةً لم يجده شيئاً! تعساً لأمة السراب! ألا تعساً لها ثم تعساً! ناموا ملء جفونكم! ناموا ما وسعتكم دنيا أحلامكم من النوم! واطمئنوا في نومكم فلن يجاوز الصمم في آذانكم عويلُ ثكلى أو صراخ يتيم! ألا بُعدا لكم!
بصطرخون ثم لا تجيبهم منا سوى كلمات هي أشد عليهم من مدفع يقصفهم أو رصاصة تقتلهم إذ ليس فيها إلا معاني الذلة والوهن والخذلان! أفٍّ لنا ثم أفّ

ما قيمة الكلمة وقد انقطع أثرها وعادت فراغا من معناها؟ هذا موضع لا تدفع فيه الكلمة صائلا أو ترد باغيا! عدونا يرمينا بالمدافع فنجيبه بالألسنة!


التعليقات : 0

إرسال تعليق


أخي الكريم، رجاء قبل وضع أي كود في تعليقك، حوله بهذه الأداة ثم ضع الكود المولد لتجنب اختفاء بعض الوسوم.
الروابط الدعائية ستحذف لكونها تشوش على المتتبعين و تضر بمصداقية التعليقات.